تعد الأسرة هي حجر الأساس لبناء ونهضة المجتمعات، فالإهتمام بالأسرة وما يتعلق بها من أحكام وقوانين ليس بالجديد على المجتمع العماني ولا على أي مجتمع ذو طابع عربي، فالله عز وجل جعل في الدستور الإلهي ما ينظم حياتنا من جميع الجوانب وخاصة فيما يتعلق بالأسرة من قوانين وتشريعات للزواج، وأيضاً ما ينظم أبغض الحلال وهو الطلاق، فالطلاق هو الفرقة التي تنتج عن عدم اتفاق الزوجين على إستكمال حياتهم الزوجية، ولكن في حال أثمر هذا الزواج عن أطفال فلا يجب إغفال حقهم على الأبوين في توفير كل سبل الراحة وما يؤهلهم لأن يكونوا أصحاء نفسياً، ولذلك عمل المشرع العماني على سن التشريعات التي تنظم الأحوال الشخصية في المجتمع العماني، ولعل أهم ما تضمنه قانون الأحوال الشخصية العماني حضانة الأطفال كأحد الآثار المترتبة على الطلاق، وذلك للحفاظ على استقرار المحضونين تحت أي ظروف مهما كانت، ولهذا عمل المشرع العماني على وضع الشروط والضوابط التي تنظم الحضانة وذلك من حيث تولي الحضانة والشروط التي يجب أن تكون متوفرة في من تسند له هذه المهمة، ولعل كل ما ذكرناه سابقاً سوف يثير الآن العديد من التساؤلات عن نظام الحضانة في القانون العماني ولذلك حرصنا في هذا المقال على توضيح كل النقاط الخاصة بما يتعلق بالحضانة في قانون الأحوال الشخصية العماني.
ما هي الحضانة في قانون الأحوال الشخصية العماني؟
وفقاً لما نصت عليه المادة 125 من قانون الأحوال الشخصية العماني عرفت الحضانة بأنها حفظ الولد وتربيته، ورعايته بما لا يتعارض مع حق الولي في الولاية على النفس، حيث أنه في حالة حدوث الطلاق تؤول الحضانة الى أحد الأبوين فقط ولكن لابد أولاً أن ينطبق عليه الشروط التي أوردها قانون الأحوال الشخصية وذلك لكي يضمن المشرع القانوني هدوء واستقرار حياة المحضون.
قد يهمك الاطلاع على: أنواع التطليق في قانون الأحوال الشخصية العماني
ما هي الشروط الواجب توافرها في الحاضن وفق القانون العماني؟
الحياة الزوجية في أساسها قائمة على الاستقرار ولكي يظل هذا الاستقرار مستمر في كافة جهاته سواء المادية أو على الجانب المعنوي والنفسي كان لابد على المشرع العماني أن يضع بعض الشروط التي تضمن استمرارية هذا الاستقرار بالنسبة للمحضون ومن أهم ما ذكرته المادة 126 من قانون الأحوال الشخصية العماني في الشروط التي يجب أن يتمتع بها الحاضن بالعقل والأمانة والقدرة على تربية ورعاية المحضون والبلوغ والسلامة من الأمراض المعدية الخطيرة.
وأيضاً بالإضافة إلى ما تم ذكره من شروط، قام المشرع بالتمييز بين إذا ما كان الحاضن إمرأة أو رجل فورد في المادة 127 من قانون الأحوال الشخصية العماني أنه في حالة إذا كانت الحضانة تؤول إلى إمرأة فيجب أن تكون خالية من زوج أجنبي عن المحضون دخل بها، إلا إذا قدرت المحكمة خلاف ذلك لمصلحة المحضون.
أما إذا كانت الحضانة تؤول إلى رجل فاشترط القانون أن يكون ذا رحم محرم للمحضون إن كانت أنثى، وأن يكون عنده من يصلح للحضانة من النساء.
قد يهمك الاطلاع على: نفقة الأولاد والأقارب في قانون الأحوال الشخصية العماني
ما هي مدة حضانة المحضون بالنسبة للحاضن وفق قانون الأحوال الشخصية العماني؟
تختلف مدة الحضانة باختلاف جنس المحضون حيث إنه في حالة كان المحضون ذكر فتستمر الحضانة حتى سن السابعة من عمره، أما في حالة كان المحضون أنثى فتستمر حضانتها حتى البلوغ إلا إذا قدر القاضي خلاف ذلك لمصلحة المحضون وذلك طبقا للمادة 129 من قانون الأحوال الشخصية العماني.
إلى من تؤول الحضانة وفق قانون الأحوال الشخصية العماني؟
تؤول الحضانة للوالدين في حالة استمرار الزواج وقيام الحياة الأسرية ولكن في حالة الفرقة، فحينها تكون الحضانة للأم ثم للأب، ثم لأم الأم، ثم لأقرباء المحضون وهن خالته، ثم جدته لأبيه وإن علت، ثم أخته ثم خالة أمه ثم عمة أمه ثم عمته، ثم عمة أبيه، ثم خالة أبيه، ثم بنت أخيه، ثم بنت أخته، ويقدم في الجميع الشقيق، ثم لأم، ثم لأب ما لم يقدر القاضي خلافه لمصلحة المحضون وذلك وفقاً لما أوضحته المادة 130 من قانون الأحوال الشخصية العماني.
إذا لم يوجد الأبوان، ولم يقبل الحضانة مستحق لها وفق المادة 131 من قانون الأحوال الشخصية العماني، يختار القاضي من يراه صالحاً من أقارب المحضون، أو غيرهم أو إحدى المؤسسات المؤهلة لهذا الغرض.
كما أوضحت المادة 132 من قانون الأحوال الشخصية العماني إنه في حال تركت الأم بيت الزوجية لخلاف أو غيره، فحينها تكون الحضانة للأم وخصوصاً إذا كان المحضون صغيراً لا يمكنه الاستغناء عن أمه فلهذا أوجبت لها الحضانة، ما لم يقدر القاضي خلاف ذلك.
ما هي واجبات الحاضن تجاه المحضون وفق قانون الأحوال الشخصية العماني؟
أوجبت المادة 133 من قانون الأحوال الشخصية العماني على الأب أو أولياء المحضون أن يقوموا بتأديبه وتعليمه وتوجيهه، والاهتمام بشؤونه في كافة الجوانب مع ضرورة ألا يبيت إلا عند حاضنته.
كما حدد القانون عدم إجازة الحاضن للسفر بالمحضون خارج الدولة إلا بموافقة وليه، وإذا امتنع الولي عن ذلك يرفع الأمر إلى القاضي وذلك وفقاً لما نصت عليه المادة 134 من قانون الأحوال الشخصية العماني.
ما هي حالات سقوط الحضانة في القانون العماني؟
أوضحت المادة 135 الحالات التي يسقط حينها حق الحاضن في الحضانة وهي كالآتي:
- إذا استوطن الحاضن بلداً يعسر معه على ولي المحضون القيام بواجباته.
- إذا سكنت الحاضنة الجديدة مع من سقطت حضانتها لسبب غير العجز البدني.
- إذا سكت مستحق الحضانة عن المطالبة بها مدة سنة من غير عذر.
- إذا اختل أحد الشروط التي يجب توافرها في الحاضن.
أما في حالة زوال أسباب سقوط الحضانة فتعود حينها لمن سقطت عنه الحضانة وذلك وفقاً لما نصت عليه المادة 136 من قانون الأحوال الشخصية العماني.
ومن حالات سقوط الحضانة أيضاً في حال إذا كانت الحاضنة على غير دين أبي المحضون، فتسقط حضانتها بإكمال المحضون السابعة من عمره إلا إذا قدر القاضي خلاف ذلك لمصلحة المحضون، وذلك وفقاً لما أقرته المادة 128 من قانون الأحوال الشخصية العماني.
قد يهمك الاطلاع على: خدمات القضايا الشرعية والتركات
ما هي ضوابط زيارة المحضون وفق القانون العماني؟
حرص المشرع العماني على توضيح بعض الحالات لأحقية زيارة المحضون فأوضحت المادة 137 من قانون الأحوال الشخصية العماني ما يلي:
- في حالة وفاة أحد أبوي المحضون أو غيابه، فحينها يحق لأقارب المحضون المحارم زيارته.
- إذا كان المحضون في حضانة أحد الأبوين، فيحق للآخر زيارته واستزارته واستصحابه.
- إذا كان المحضون لدى غير أبويه، يعين القاضي مستحق الزيارة من أقاربه المحارم.
مكتب خالد بن عمر فاضل من المكاتب الرائدة في سلطنة عمان في تقديم مختلف الخدمات القانونية، بما في ذلك قضايا الأحوال الشخصية في عمان، ويسعدنا تواصلكم معنا أو زيارتنا في المكتب.
لا تترددوا في الإتصال بنا على الرقم: 0096898830992 أو على الرقم: 0096823298799